قناع الشر
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
الأخلاق زينة الإنسان ومردعه
تبعده عن التجافي ومطمعه
بريء ودود كقلب طفل نقي
تقرب من الورود والحب موجعه
لامسها بكل رئه وحنان ونبل
حتى تملك من القلب وموضعه
أمسى وأصبح متنقلا بين الورود
متعطرا منها في وقت يضيعه
إلا أن فضحت كذبته بقول صدق
من شيم كرام بهول الأمر أجزعه
وجهت له وردة من أشواكها وخذا
طال عمق القلب من بين أضلعه
تحول ملاك البشر إلى خبث ثعلب
وارتدى قناع الشر عساه ينفعه
من رؤية قناعه أندى الورد ندما
وهو متفرج شامت بالضحك يولعه
لاتجرح الورد البريء بسهامك عمدا
فإن جرحته بقوة فكيف ترجعه
الحب لغة تسامت بأركانها وعلت
عرش السماء وجئت اليوم تصرعه
بأمر الرب زرع في قلوب البشر
وأنت بجبن تريد ان تقطعه وتقلعه
تحاول تحويلة إلى تجارة رابحة
بتهديد خاسر منك فمن يسمعه
يبقى الورد وردا شامخا أبدا
في كل موضع لاأحد يصدعه
إن تبسم وبكى ينثر عطرا
وإن هزه الشوق سالت أدمعه
كنت له موطن الترب والندى
ونسيم يداعبه فكيف يودعه
ضعفت قواه على الفراق و ذبل
وأيادي البين في الجسم تروعه
هلا عدلت عن شرورك الممسوسة
فقد وسعت ولم تعد تقنعه
عد إلى ذاتك إلى عهدك وملاكك
فالصدق ميزان الحياة لاتضيعه
عد إلى نفسك إلى رشدك لأجلك
فإن الشر يقتل من يصنعه
واترك الحب لمن يقدر قيمته
لمن يدعه يحيا ولا يصرعه
اخلع قناع الشر عن ملاكك
فقد تمزق بالوخذ فكيف ترقعه
وامنح لنفسك الطيب والعفة
فمن ارتدى وشاح النبل لاينزعه
ومن تكحل بالنسب وبالعلم
يبقى كالجبل لاأحد يزعزعه
قناع الشر بلية ممسوسة
و المكارم تاج بالنور مرصعة
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
بقلم الشاعرة السورية
أوليفا سرور

تعليقات
إرسال تعليق