الوجه الصبوح
........................
كن كالوردة تزهو بكل وقت
وتزداد عطرا عندما تقطفها
في الوجه الصبوح لنا مقام
يفرح العين ويبدد حزنها
مررت بطريق مزدحم بالمارة
والنسيم أغنية عطرية والورد لحنها
كأنما الورد لوحة رسمت
بألوان بديعة والنسيم يراقصها
تجذب كل من مر بحسن منظرها
وتميل إليها العيون دوما لتنظرها
تبسم الحياة ويعلو صوت الأمل
ينتشر صداه في الأرض وسمائها
يتجمل العمر ويحلو دون سعادة
من سحر تلك الطبيعة وجمالها
فجأة تسمرت بالأرض دون حراك
رأيتها و ياليتني ما كنت اراها
قطبت جبينها ونظرت بحقد
فأغربت الشمس في لحظة شروقها
من لحظها تلونت عيناي بالسواد
ذبل الورد الندي من بريقها
أخرجت زفرة طويلة من ثغرها
كأعاصير هواء والحقد منشؤها
رميت سلامي عليها بطيبة وادعة
ردت السلام بجحود كيدها
سألت نفسي عما رأت ومابها
عاتبتها بقوة على طيبة قلبها
فقالت لي ارتديت الطيبة وشاحا
ينير الروح ويبدد النفس من ظلمها
جرى حديث بيني وبين نفسي
وتنصت العقل ليسمع حديثهما
فكأن عمق العين نظرات حقد
وكأن عمق القلب مبعث حقدها
تمنيت أن أزرع الطيبة في القلوب
لتكون بشاشة الوجه من ثمارها
ليت الذين نحبهم علموا بأن
الوجه الصبوح للدنيا هنائها
.............................................
بقلم الشاعرة السورية
أوليفا سرور
تعليقات
إرسال تعليق