أغيب لأعود بشوق شديد لأقرأ للشاعرة أوليفا سرور,تأخذني الأيام في منعرجاتها ,ولكن عندما أتحسس مشاعري ما مرت به خلجاتي من مشاعر حب ,تتراءى أوليفا سرور ,لأنها تسكن في قلب بيت الحب ,هي نسمة حب ,عنقودة عنب من أحلى الأنواع هي دالية حب ,فأرجع لأشعارها لأسترجع ذكريات شبابي الجميلة,وقصص الحب والعواطف التي تريحني وتدخل البهجة على قلبي
ثم أوليفا سرور جنان حب ,يحتوي في فضائه أجمل الورود والرياحين والزهور والأقحوان والعصافير المغردة ونهر حب وأشواق يتوسط الجنان ماؤه عذب زلال رقراق شربة منه تحلق بي في سماوات الصفاء والنقاء
تم أليفا سرور شاعرة تجيد تركيب اللغة بحرفية عالية ,حينما تفيض مشاعرها يتشكل ذلك العقد اللغوي المتلألئ إنها بلاغة مرهفة تشبيهات رفيعة جدا لغتها بلورية عقيق وجواهر وماس ,
أوليفا سرور سيدة الشعر الرومانسي إنه اختصاصها بيتها الذي اختارته لتسكن فيه ,مع مشاعر الحب الرائع الرقيق الممتع الذي يجمع بين المرأة والرجل ويؤلف روحيهما وجسديهما ليصبحا روحا واحدة وجسدا واحدا
قرأت لها اليوم قصيدتها منصة الغياب ,هيا بنا أصدقائي لنقطف ورود الحب في جنان أوليفا سرور
إنها لمحة أو لحظة داهمت فيها الشاعرة مشاعر الحب هي لحظة عاشتها في أرجاء روحها لحظة تنفستها هي زفرة أشواق تذكرة مرور نحو السعادة لننظر كيف ستصفها الشاعرة تأمل معي اللغة التركيب اللغوي لأن الشاعرة رائدة من رواد الشعر الرومانسي تأملوا معي أسلوبها طريقة نسجها للكلمات وكيف تصور بها مشاعرها ,تأملوا معي الصور الشعرية الرائعة
(منصة الغياب )
هي فوق منصة,والمنصة فيها يجلس الجمهور أثناء العروض,هي الشاعرة تجلس في منصة لتتأمل مشاعرها ,والعرض هو مشاعر الغياب,هو حبيب غائب تنتظره الشاعرة في شوق,هو تركيب اللغة هو الإنزياح المنصة تحولت إلى منصة غياب إنها فرجة ولكن داخل ذاتها
....................
(ياسمينة قلبي ذبلت من البعاد )
ياسمينة قلبها هو قلبها يحتوي ياسمينة أو هو ياسمينة فواحة ,الياسمينة ذبلت من البعاد,تركيب لغوي شعري آخر قلب تحول إلى ياسمينة والياسمينة ذبلت من البعاد,الشاعرة استعملت منصة وياسمينة,المنصة ربطتها بالغياب والياسمينة بالبعاد ,هو غياب وبعاد إنه تأكيد هما اللذان أشعلا نار القصيدة
(تستقي كؤوس الشوق والغياب)
الياسمينة تستقي تطلب الغيث المطر لتستمر حياتها,وهي هنا تستقي كؤوس الشوق,والغياب هي ذبلت من كثرة الشوق وغياب الحبيب الذي هو الماء ,أنظروا إلى هذا النسيج اللغوي المحكم الحياكة,هي حياكة يدوية تقليدية ثمينة
(تهفو إلى الشارع المحتدم بالغرباء )
الياسمينة التي هي قلبها تهفو ,قلبها يهفو كلمة رقيقة يشتاق يحترق شوقا يتطلع بلهفة ,إلى الشارع المحتدم بالغرباء هي تنظر للشارع من فوق منصة الغياب,والشارع مقلق محتدم ومليء بالغرباء كل الموجودين في الشارع لا قيمة لهم,هم غرباء لا يهمونها في شيء بالعكس هم يفسدون سكينتها
(تنتظر فرجا قريبا يسعد القلب )
الياسمينة أوقلبها تنتظر هي في حالة انتظار والذي ينتظر متشوق ملهوف,تنتظر فرجا قريا غيثا مطرا يعيدها إلى الحياة ,ويسعد قلبها الملهوف ياسمينة في شوق للمطر وقلب في شوق لحبيب
(هبت نسمة من مكان مسكنك )
هبت نسمة تحرك الهواء وهو هواء منسم لمذا هو منسم لأنه آت من مكان مسكن الحبيب إذن هو نسمة والنسمة طيبة الرائحة إنها رائحة الحبيب العطرة فهي من مسكنه
(تلفتت العين بشوق وتبعها القلب)
تلفتت العين بسرعة لأنها بدأت تستعد للقياه وبشوق تبعها القلب, ومد مع الهاء فيه امتداد طويل تبعهاااا القلب ,القلب المشتاق الملهوف تبع العين,تصوير رائع أنشودة معزوفة روعة
(غرد الهزار وضحك تغر اليمام )
غرد الهزار عادت البهجة وضحك تغير اليمام روعة التصوير غزار يغرد ويمام له تغر كما لو أنه ثغر حسناء ضحك هو لم يتبسم بل ضحك يعني هناك صوت الضحك له صوت هزار يغرد ويمام يضحك روعة التصوير الشعري
(وسقى عطرك الآثر ياسمين القلب)
وسقى عطر الآثر الناذر المأثور القليل الوجود ,ياسمين القلب إنه انفراج غبطة سرور فعطر الحبيب سقى ياسمين القلب أنظروا إلى هذا النسيج اللغوي البديع الرائع هي رائدة ليست شاعرة عادية أبدا,هي لحظة انفراج انفلات للحزن للشوق
(تناثر العطربسحر و لامس الروح )
تناثر العطر تناثر يعني ملأ عطره المكان إنه تراء تناثر بكترة امتلأ المكان العطر بسحره,هي لا تصدق كما لو أنه سحر ,ولامس الروح ,روعة لامس الروح إنه عمق مشاعر رائع خلاب
(و رجوت منك البقاء ليرحل العذاب)
قالت له أرجوك إبق أنت ليرحل العذاب ,تريد أن يرحل العذاب ببقائه لأن غيابه سبب عذابها إنه اسبدال بقاء حبيب ورحيل عذاب
(رجوت غيبك أن يبعد و ألا يعود )
وطلبت برجاء من غيابه أن يبتعد ولا يعود
(فهو رحلة اشتياق تنصب في القلب )
غيابه رحلة اشتياق طويلة تتمركز في القلب تسبب العذاب
(مددت يدي لألامس العطر منك )
مدت يدها لتلمس العطر منه هي تريد أن تلمسه حتى تتأكد من وجوده فعلا
(لكنني لم الامس سوى جرح القلب )
لكنها لمست جرح القلب فقط ليزداد الألم
(فازدادت الآلام عمقا من الأوهام )
فازداد الألم عمقا كل ما رأته هو مجرد وهم إذن تضاعف الألم
(فالعطر الذي نثر لم يكن إلا سراب )
فالعطر لم يكن إلا سرابا توهمته من شدة الشوق
(هو لاذنب له من الخذلان والأوهام )
الحبيب لا ذنب له,هو بريء إنه الخذلان والأوهام هما السبب. فيما حدث
(الشوق جعلنا نظنه بشائر سحاب )
الشوق جعلنا هي والياسمينة,الشوق جعلهما يظنان أنها بداية سحاب يتبعه غيت وانفراج
(ومازلنا ننتظر بأمل على الشرفات
ليزين عطرك الفريد منصة الغياب )
ولا زلنا ننثظر بأمل على الشرفات هي والياسمينة ينتظران بأمل وبلهفة نزول الغيت وعودة الحبيب,ليزين عطر الحبيب منصة الغياب
بقلم بنصغير عبد اللطيف مقاربة تحليلية لقصدية أوليفا سرور منصة الغياب
............................................
القصيدة :
منصة الغياب
.....................
ياسمينة قلبي ذبلت من البعاد
تستقي كؤوس الشوق والغياب
تهفو إلى الشارع المحتدم بالغرباء
تنتظر فرجا قريبا يسعد القلب
هبت نسمة من مكان مسكنك
تلفتت العين بشوق وتبعها القلب
غرد الهزار وضحك تغر اليمام
وسقى عطرك الآثر ياسمين القلب
تناثر العطربسحر و لامس الروح
و رجوت منك البقاء ليرحل العذاب
رجوت غيبك أن يبعد و ألا يعود
فهو رحلة اشتياق تنصب في القلب
مددت يدي لألامس العطر منك
لكنني لم الامس سوى جرح القلب
فازدادت الآلام عمقا من الأوهام
فالعطر الذي نثر لم يكن إلا سراب
هو لاذنب له من الخذلان والأوهام
الشوق جعلنا نظنه بشائر سحاب
ومازلنا ننتظر بأمل على الشرفات
ليزين عطرك الفريد منصة الغياب
..............................................
بقلم الشاعرة
اوليفا سرور

تعليقات
إرسال تعليق