الصرخة
.................
لكل ليل فجر جديد قادم
ولكل بداية نهاية ربما أرحم
ليلة شتاء تلف سمائها الأنجم
نسائم برد بنور القمر مدعم
الحياة تعب فيها الهناء معدم
و ليل بارد السهر به مذمم
اذاقت الحياة القلوب كؤوسا
توهمها البعض حلوة وهي علقم
البعض قد ضاق ذرعا بها
والبعض منهم قلبه بها متيم
شغفت الأكباد بها منذ الصغر
و يزيد الوله بها حين تحلم
بأن يكون الغد فجرا ضاويا
يزيل عن الحياة كل الغم
تبدلت كل الأماني في صرخة
صدى اهتزاز من الأرض قادم
في غفلة وبشدة ولحظة
انهارت النفوس والأرواح في عدم
يد القدر الخفية لامست الأرض
وزادت ضربات قلبها من الألم
تسببت بزلزال نظره الأعمى
وسمعه الأصم وأنطق الأبكم
لحظات عصيبة مررنا بها
عجز عن وصفها الحبر والقلم
مع كل ضربة نرى الموت بأعين
مذعورة من المجهول المظلم
قلوب ضاعت في باطن الأرض
ليس لنا عن حالها أي علم
أبنية نابضة بالحياة انهارت
تلوح منها أياد تحت التهدم
غابوا عن أعيننا بطرفة عين
غابوا والقلب لحالهم يقطر دم
هل ياترى من الركام ينجون
يعودون ليعود لنا سر النعم
لا يسعه السوري مزيدا من الأوجاع
لقد امتلا القلب بالطعنات والألم
يبقى حلم بولادة الأمل من الألم
وهناك فجر غافي في الحلم
ولابد أن يصحو الفجر من النوم
ويبدد بنوره كل مساحات الظلام
لمسة أخرى من يد الله بحنان
تهدء الارض ونعيش بسلام
بشعور المحبة نحتضن الوجع
وبالتعاون والتعاضد تلتئم الآلام
أياد بيضاء من الأشقة والأصدقاء
امتدت إلينا بشدة وأمدتنا بالدعم
هروت بجنح الليل بكامل عتادها
دون خوف لشد الأزر واحتواء الألم
شكرا لتلك الدول التي ساندتنا
وكتبت بدمائها نشيد السلام
يارب السما العالي عينك على بلادي
سورية موجوعة ومعمدة بالآلام
دمع العين جمر عم يحرق كالشمع
ورود انقطفت بالزلزال من الأحلام
لقد مزقتنا الحياة إلى أشلاء
نترجى من الله أن تكون آخر الآلام
بكرى بطل الصبح بثوب جديد
مطرز بالاقحوان وياسمين الشام
............................................
بقلم الشاعرة
اوليفا سرور

تعليقات
إرسال تعليق