على رصيف غروب الشمس
.......................................
على رصيف غروب الشمس
أحلام وآمال لشروق أجمل
السماء تتزين بروعة الأصيل
نورها الاحمر زين الشرفات
تهادى الليل مختالا غطى الأفق
يرسل نفحات محملة بالعطر
تلامس الأماكن والروح والقلب
طفل شارد مسلوب الروح
يحلق بحلمه بعد السما وأطول
في ليل هادئ والقمر سهران
يرسل لعينيه نور وأمان
بفرحة الأحلام كان غفيان
حلمه يكون في الصف الأفضل
ينال تقدير رفيع من الأستاذ
يفرح قلب أمه الحزين المتعب
شرق النور و غرد الحسون
وشوش فراشات الزهر المعطر
تبسم النهر لنور الشمس
ولبس قميص لامع مزهر
داعب النور برقته عيون الملاك
مع نسمة عطر ناعمة استيقظ
بنشاط عال اتجهز و اتحضر
ليقرأ الدرس أمام المعلم والصحاب
واثق بنفسه و آمل يتفوق
لامس الفرح قلبه من بعد غياب
شمس الضحى من وجهه تضحك
وعيون عم تبرق بسنا الأفكار
فجأة ارتبك وبالكلام اتعثر
لبضع ثوان ثم تابع وكمل
لكن المعلم أكد على الغلطة
كسر بخاطر الطفل وأذنب
طلب من البريء يحيد عن التعليم
بكلام جارح بالسخرية مدعم
اسود الكون بعيونه البريئة
وأكلت نار الخجل خدوده الرقيقة
نفر الدمع من عيون دبلانة
بصمت ولهاث وقلب عم يصرخ
أختنق الصوت بغصة الأحزان
بلحظة يا الله ضاعت الأحلام
على رصيف غروب الشمس
ضاع الأمل من العين و اتشرد
رجع على البيت مكسور الخاطر
مليان هم وغم وحيد مكدر
مجروح المشاعر والاحساس
بردان مشتاق لحضن وأمان
في عينيه ألم و ضياع
حر و برد وحزن مدمر
غاب عن عينيه لون الفرح
وغطى الحزن الوجه المدور
سقاه المعلم مر الخزلان
تركه فريسة فشل محطم
سكن الحزن بعينيه وأستوطن
يكفي أن تقرأ منها الأحزان
سلب المعلم من الطفل الفرحة
بالجبروت و قلة الإدراك
فجأة و بلحظة حطم الآمال
هز المشاعر ويتم الأحلام
أطفأ قنديل الأمل بعينيه الصغار
هدم أحلام بخيال عم يكبر
قطع سلسلة المعرفة والأفكار
لم يترك له فكرة تتحرر
فكرة ضئيلة تنقذ الخيبة
تجبر الخاطر وتقوي الهيبة
من يحيي بنفس الطفل الأمل
من يشعل بدربه نور الفرح
من يمحي سواد العيون
ويلون بنور الفجر الرموش
من يساعده ليقطف النجوم
يعيد لسماء بيته نور القمر
احذر أن تكون قاسي القلب
أن تجرح قلوب و مشاعر وافكار
كلمة تداوي وكلمةبلحظة بتجرح
كن انت دوما الباني وليس الهادم
يمكن يكون له مستقبل رائع
و بالدعم منك يمكن يكون أفضل
الكلمات للدماغ كالشهب في السماء
قد تكون ماطرة وقد تكون مدمرة
القاسية تترك أثر لايمحى
فاختار كلمات برقة الورد
بنقاء الندى وبياض الثلج
لا تجرح بها قلب ولا تغرب أمل
.....................................
بقلم
أوليفا سرور

تعليقات
إرسال تعليق