سأذكرك
...............
عندما يحلق الخيال في أفق الذاكرة
باحثا عن أفكار لينسج قميص قصيد متواضع بهي تكون ملامح وجهك محتلة كل فضاءات العقل والذاكرة
منها تنسج الحروف الحريرية لتعلن أنني
سأذكرك على ضفاف اليم
عندما تتلون شفاه البحر
بحمرة الأصيل
يعكس جماله على مرآة ذاتي
يحملني المنظر إلى عينيك
فمنها تشرق شمسي وعندها تغرب
لأنك حاضر في دفتر ذاكرتي
يزين اسمك مخيلتي وصفحاتي
حروفه موشومة في أعماقي
بمواقف صلبة لاتكسرها العواصف
الهوجاء ولاتزيلها براكين الغضب
يكمن فيها العطاء والنقاء والكبرياء
سأذكرك
عندما ترتل السماء
نشيد الغروب
بألحان و ترانيم ملائكية تعبر القلوب
يعزفها البلبل في حضن شجرة اللبلاب
يتراءى بنور القمر وجهك المستدير
لتبدا معزوفة جمال الروح
تعزفها قيثارة روحي بفرح دامع
بريشة الحنين على أوتار القلب
فتتسرع نبضات إيقاع الخافق
و ترتفع وتنخفض موسيقا التنهدات
تنساب روحي في عالي السماوات
من خلال ظلال الغمام
تحلق باحثة عن خيالك الساحر
لتنعم بتلاقي الأرواح
ثم تضطرب بلهيب الشوق
لتلامس صقيع الجسد
كنيزك ملتهب يلامس الأرض
من بعد مداد الاشتياق
تشتاق الروح إلى الطيبة
والتسامح واللين من بعد
ما أصبحت محاطة
بعقول متحجرة وقلوب كالحديد
إلى أن تقبل قطرات الندى
وجه الطبيعة الجميل
يلامس الندى أوراق شجر السنديان
ترتشفها الفراشات مع الرحيق
بكؤوس الزنبق والزهر الملون
سأذكرك
عندما يعلن نشيد الحياة
مع بزوغ الفجر
تعزفه السماء والأرض
بنغمات بديعة تذهب العقل
تبدأ الشمس عزفها على أوتار الأفق
ترسل جدائلها الذهبية
إلى المروج والتلال
تراقص برقة لمساتها
كل الروابي والجنان
ياللجمال والسحر في روعة الفجر
تبدي الطبيعة ماتخفي من محاسنها
في لحظة شروق الشمس
تفتح عينيك في هدوء
على روعة السماء
واخضرار الوادي وحنين الناي
سأذكرك عندما تتسلل
من يداي حبات المطر
وعندما يزين الثلج الطبيعة
فجماله فاق كل جمال
لون الثلج يشبه نقاء قلبك
أخمر من سحر الطبيعة
وأتوه بل أذوب رقة وحنان
في أعماقي تنهدات مضطربة
بين السحر والشجون
لم تترك لي نقطة سوداء
أعزر نفسي بها كي انساك
فكل أوراقك عندي بيضاء
معجم مفرداتك غني بكلمات
لم يصفها خيال مخطوطة
بالحنان والحكمة والحياء
وهذا بحد ذاته شقاء
يامن تمنح القلب النقاء
سأذكرك
عندما أسمع صوت الربيع
وعندما أرى ملامح الخريف
لأنك شمعة تنير قلبي
لاتنظفئ إلا بانطفائي
يامن استحققت أن تنال
لقب انسان بكل ماتحويه
هذه الكلمة من معاني
.............................
بقلم الشاعرة
اوليفا سرور

تعليقات
إرسال تعليق