توأم القلب
.......................
القلب بعد رحيل توأمه
يذوب شوقا مكبلا حزنا
أمسى بنار الحب مشتعلا
وأضحى بصقيع الثلج مزدانا
عيونه مسهدة تنزف دما
غطى الشغاف واتخذه مكانا
الحزن توسد أعماق الوتين
وافترش مهدا في الشريانا
أصبح القلب البيت والوطنا
وأقسم دون اللحد هجرانا
كان له الدنيا بمن فيها
وبعده العيش سقم وهوانا
ستائر القلب بالحزن مسدلة
لا ترفع لأي فرح مهما كانا
نوافذ القلب مغلقة على قمر
فلا تفتح لغيره بالقلب مكانا
نديم الروح في السحر والغسق
أخذ من العين كل حنانا
كالشهد حلو المذاق كلامه
يهدي الروح بكلامه ألحانا
تنتظره الروح صبحا ومسا
لتنال من قربه كل المنا
تجلس على اريكة المساء
تحضن طيف شخصه المزدانا
تبسم العين ويتفتح الثغر
والروح لرؤيته تطال السنا
يعطر الكون كورد ندى
لا ترى العين بمثيله حسنا
يختال سحره في كأس حلمي
يضحك الحلم ويثمر منا
من نوره أكتب آيات الود
من همس حنانه أصوغ اللحنا
على دفتر الذكريات لنا بسمة
تخطها نفحات عطر السوسنا
مزركشة بمداد الصدق والوفاء
معطرة بعبق شوق وحنينا
توأم القلب حاضر في غيابه
كالوطن لانعرف له نسيانا
...........................................
بقلم الشاعرة
أوليفا سرور

تعليقات
إرسال تعليق